
قصة قصيرة جديدة بعنوان :رجل يباع بالتقسيط
Publiï؟½ Le 01 / 11 / 2009 à 18:15 | Dans
Créations Littéraires | 1974 Lectures |
E-mail Article |
Imprimer Article
الأرجل في هذا الشارع الانيق تتحرك ، تهتز ، تنحط ، تتكلم ، تغني ، ترقص ، تتلوى ...
الاحذية البنية ، السوداء ، الحمراء ، الرمادية ، اللامعة ، الفرحة ، السعيدة ، الكئيبة ، القلقة ، تتغامز ، تتكبر، تتعجرف ...
ودخلت رجلاه بين الأرجل ، سارتا كمااعتادتا ان تسيرا ، و لاحظ أن الأرجل بدأت تنفر من رجليه ، تتفادى الاقتراب منهما ، تشمئز منهما... وفهم ... فكر ان يقلد ،ولما حاول ،ضحكت من رجليه الارجل وهزئت ،فكر ان ينسل ، ولما قرر واستدار عن يمينه ، عثر وسقط ، فانهالت عليه القهقهات والإهانات من كل جانب كالسياط، ، حاول ان يقوم فلم يستطع ، أخذ ينجر وينجر إلى أن خرج من بين الأرجل ، فجلس على عتبة محل مغلق وخط على الأرض بخط واضح : رجلان طبيعيتان للبيع ، ...
لم يهتم أحد ، إلا امرأة في العقد الخامس ،اقتربت منه وعطرها يسبقها ، عرت الرجلين ، لمستهما ، قاستهما،وظهرت على محياها الذابل فرحة عارمة، ثم منحته ما طلب ...وانصرفت سعيدة بما اشترت...
في اليوم الموالي سار في نفس الشارع في كرسيه المتحرك يضحك ويستهزئ من هذه الأرجل المعذبة ، وإذا بالمرأة تقترب منه وهي تكاد تطير من السعادة ...ترتدي تنورة قصيرة مخططة بالأبيض والأسود ..
قالت :أشكرك ، بضاعتك رائعة ... منذ مدة لم أرتد تنورة ...
نظر ..فغر فاه عجبا ، رجلاه تستقران في حذاء أنثوي أحمر، ناعمتين ،جميلتين ، شهيتين...
شعر بالسعادة ...وقال :على الأقل رجلاي الآن تنعمان ، تثيران الإعجاب...
قالت المراة : لي طلب آخر ، إذا أمكن ...
قال : أطلبي ما تريدين ، لن أرفض لك طلبا ..
قالت : أتبيعني نصفك الأسفل، أريده لزوجي ؟
فكر قليلا ثم قهقه و قال : ولم لا ،على أمل ان أبيع النصف المتبقي قريبا وأرتاح ...
مصطفى الطاهري