zizvalley errachidia
Journée mondiale de l'enseignant بمناسبة اليوم العالمي للمدرس
Publi� Le 07 / 10 / 2006 à 22:00 | Dans Divers | 1387 Lectures | E-mail Article | Imprimer Article
ندوة الجامعة الوطنية للتعليم بالرشيدية
 بمناسبة اليوم العالمي للمدرس
من موقعها كتنظيم نقابي بقطاع التعليم، تحرص الجامعة الوطنية للتعليم بالرشيدية على تخليد اليوم العالمي للمدرس (05 أكتوبر)، باعتباره مناسبة لتكريم نساء التعليم ورجاله ولاستحضار الرسالة التي يكرسون لها حياتهم من أجل أكبر القضايا وأعظمها نبلا، ألا وهي إرساء دعائم مجتمع تنتفي فيه آفات الجهل والأمية وتمكين الأجيال من نور المعرفة والعلم وتهييئها للمساهمة في التنمية والبناء للخروج من براثين التخلف الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
وقد كان اليوم العالمي للمدرس لهذه السنة، مناسبة للوقوف على أوضاع نساء التعليم ورجاله، وهي أوضاع فقد فيها المدرس قيمته الاجتماعية، فانتقل من عنصر فعال يؤثر في مجتمعه بفكره وسلوكه، إلى شخص يتموضع في أدنى سلم التراتب الاجتماعي. كما فقدت المدرسة العمومية كذلك مصداقيتها واضمحل دورها التربوي والأخلاقي والاجتماعي والثقافي. ومن ثمة اختيار الجامعة الوطنية للتعليم لشعار: »جميعا من أجل الدفاع عن المدرسة العمومية ورد الاعتبار للمدرس. «الذي يتوخى من خلاله حث المجتمع على صون كرامة الأسرة التعليمية ورد الاعتبار لرسالتها النبيلة، والتصدي للمخططات الطبقية التي تستهدف تدمير المدرسة العمومية.
وبهذه المناسبة نظم الفرع المحلي للجامعة الوطنية للتعليم بالرشيدية ندوة تميزت بإلقاء عرضين شكلا أرضية لنقاش غني حول واقع المدرسة العمومية والمهام المنوطة بالمدرس. وقد كان  العرض الأول الذي قدمه الأستاذ ناصر بوحريز من هيئة التأطير التربوي ،عبارة عن مقاربة لأوضاع المدرسين من خلال قراءة للدعامة الثالثة عشر من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، التي تنص على حفز الموارد البشرية وإثقان تكوينها، وتحسين ظروف عملها ومراجعة مقاييس التوظيف والتقويم والترقية، والاهتمام بالمتعلمين وذلك بتمتيعهم بخدمات ذات جودة وخصوصا ذوي الحاجات الخاصة. حيث خلص العرض إلى تسجيل الانعدام العملي والتطبيقي لمضامين هذه الدعامة باستثناء بعض الجوانب المتعلقة بالأعمال الاجتماعية...وعن العرض الثاني فقد ذكر في مستهله، الأستاذ محمد بن حدو عضو المكتب النقابي للجامعة، ببعض وظائف المدرسة كمؤسسة للتنشئة وأداة لتشكيل الوعي لدى الناشئة وتمكينها من التفكير العقلاني والتحليل النقدي لمقاومة الاستلاب والاحتواء والتدجين، وكذا بدورها الاستراتيجي الحاسم في تنمية البلاد. وفي هذا السياق وقف على ما تعيشه المدرسة العمومية من اختلالات خطيرة نتيجة الانسياق الجارف وراء توصيات المؤسسات المالية الدولية وإملاءاتها الرامية إلى جعل دولة المغرب التابعة للرأسمالية تتنصل من واجبها في توفير تعليم عمومي، مجاني وجيد لعموم أبناء الشعب، بل جعل هذا القطاع الحيوي سوقا خصبة للاستثمار من خلال تقليص الميزانية المرصودة للقطاع وتشجيع خوصصته بمنح امتيازات للتعليم الخصوصي، وإغلاق العديد من مراكز التكوين، ونخره من الأطر عبر المغادرة الطوعية، ناهيك عن البرامج وما يسجل فيها من إقصاء للمكونات الثقافية للشعب المغربي، وما يطال التاريخ الحقيقي للمغرب من تشويه، إلى غير ذلك من الاجراءات اللاشعبية المستهدفة للمدرسة العمومية...
أما عن تدخلات المشاركين في هذه الندوة فقد قاربت الإشكالات التي أثاره العرضان، من وجهات النظر الحقوقية والسياسية والمهنية... بدءا بالتذكير بالمواثيق والعهود الدولية التي صادق عليها المغرب وخاصة تلك التي تنص على ضمان حق التعليم للجميع وإحاطة المدرسين بما يلزم من احترام وتكريم. فأجمعت المداخلات في معظمها على تسجيل الأداء الضعيف للأحزاب الديمقراطية والنقابات التعليمية تجاه الوضع الكارثي للتعليم، والتراجعات الخطيرة التي أصبحت تشهدها المدرسة العمومية على أكثر من مستوى، تجعلها بعيدة كل البعد عن تأهيل الانسان المغربي لمواجهة تحديات العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية...و سجلت كذلك التناقض القائم بين المناهج التعليمية السائدة في المغرب، وطبيعة التنمية التي تنشدها الطبقة الحاكمة حيث غياب التكامل الجدلي بين التعليم والتنمية، وما تناقض مؤهلات الخرجين المعطلين وسوق الشغل إلا دليلا على ذلك، ووقفت أيضا التدخلات على المضاربات التجارية في المقررات وغلاء أسعارها، والتي يغلب عليها النظري، وكذا البرامج المكرسة للخنوع والابتذال، وعلى ما تعرفه المسألة المعرفية من انحدار خطير في المنظومة التعليمية. كما استحضر المتدخلون ضروب اليأس والإحباط التي تسربت إلى نفوس الشغيلة التعليمية بسبب خيبة آمالها في تحسين أوضاعها المادية والمهنية خاصة في العالم القروي، مستعرضين بكل جرأة ممارسات بعض رجال التعليم ونسائه عديمي الضمير، الذين يقدمون صورة سيئة للنشء وسمعة لا تشرف رجل التربية، وهو الذي ينبغي أن يكون محل قدوة حسنة في الخلق والاستقامة والتفاني في أداء واجبه التعليمي على أكمل وجه، ومؤكدين على أن هذا الوضع لا يشفع لأي واحد في الاستقالة والانسحاب من المساهمة في تغييره، بل وجب الانخراط الجماعي، كل من موقعه، في النضال من أجل صون شرف العمل في حقل التعليم ومواجهة السلوكات الماسة بكرامة العاملين به، ومن أجل النهوض بالمدرسة العمومية ورد الاعتبار للمدرس، وهو ما يقتضي انخراط كافة القوى الديمقراطية المخلصة والنقابات المناضلة والفاعلين التربويين وهيئات المجتمع المدني المتدخلة في الشأن التعليمي، في عمل جماعي مشترك لحمل الدولة على إيقاف مخططاتها التدميرية للمدرسة العمومية ضمانا لحق أبناء الشعب المغربي في تعليم عمومي مجاني وجيد.
*محمد أولـوة*